Focus group initiative with key media and influencers to discuss in layers and series the Role of Media to enhance Social Justice. Link below
http://www.jfranews.com.jo/post.php?id=248175

http://www.jfranews.com.jo/post.php?id=248175

Focus group initiative with key media and influencers to discuss in layers and series the Role of Media to enhance Social Justice. Link below
http://www.jfranews.com.jo/post.php?id=248175
http://www.jfranews.com.jo/post.php?id=248175
قي منزل إحدى الصديقات في أحد أحياء العاصمة الأردنية عمّان، اجتمعت ثلة من الأصدقاء البهائيين الذين جاءوا من محافظات أردنية عدّة من أجل الدعاء الأسبوعي الذي تعقده تهاني روحي، 49 عاماً، صحافية، بهائية ومتحدثة باسم جماعتها في الأردن، في كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع. تعتبر جلسات العبادة هذه هي المساحة المتاحة للبهائيين الذي يجتمعون للدعاء في بلد لا يوجد فيها دور عبادة خاصة بهم.
ذهبت إلى أحد هذه الجلسات التي يخيم عليها الجو العائلي قبل الروحاني، وتحدثت مع تهاني التي قالت لي أن جلسات الدعاء التي تعقدها هي وأصدقائها في منازلهم لا تقتصر فقط على البهائيين، بل إنه باستطاعة أي شخص على إختلاف دينه أن يقوم بحضور هذه الجلسات، ذلك أن هدفها هو تصفية الذهن والروح، والدخول في نقاشات ثرية ومفيدة للجميع. بعد الجلسات، يتناول الحاضرون وجبة خفيفة من الطعام الذي قامت تهاني بتحضيره بمساعدة والدتها، ويتم تجاذب أطراف الحديث بين الحاضرين بينما يتناولون الطعام.
“هذه الجلسات الأسبوعية يعقدها البهائيون في جميع أنحاء العالم، دون وجود يوم محدد بالضرورة، هدفنا أن نرفع السمة التعبدية في الأحياء، فأنا مثلا أقوم بدعوة زملائي في العمل، جيراني، وأصدقائي من مختلف الديانات، محاولين أن نتفكر في الكلمات الإلهية،” تضيف تهاني.
وتنتشر البهائية في أكثر من 183 دولة في أنحاء العالم ويبلغ عدد البهائيين أكثر من خمسة ملايين شخص، النسبة الأكبر في الهند
يبلغ عدد البهائيين في الأردن حوالي الألف شخص، جاء معظمهم من إيران في أواخر القرن التاسع عشر هرباً من الإضطهاد القاجاري هناك. بعضهم أكثرهم الى فلسطين حيث مقام مؤسس هذه الديانة، والذي نُفي من إيران إلى العراق ثم تركيا ليستقر في عكا بفلسطين المحتلة حيث توفي عام 1892، ولهذا يتوجهون لعكا كقبلة في صلاتهم. وتعتبر حيفا المقر العالمي للبهائية، وفيها حدائق البهائين “أو الحدائق المعلقة” التي تتدرج على جبل الكرمل، وتمتد لمئات الهكتارات حتى البحر الأبيض المتوسط. تحيط هذه الحدائق بـ “المركز العالمي للدين البهائي” والذي يضم مبنىً بقبة ذهبية يسمى “مقام الباب- قبة عباس” وهو أحد المبشرين بالبهائية، والذي قتل عام 1850، ونُقلت رفاته إلى حيفا.
وتعتبر البهائية دين مستقل بذاته لا يتبع أي دين آخر، حيث يؤمن أتباعه بوحدانيّة الله وبكافّة كتبه ورسله وأنبيائه، ويؤمنون أيضاً بوحدة الجّنس البشريّ قولًا وفعلًا، وأن بهاء الله هو رسول الله بعد محمد عليه السلام، وأن الرسالة السماوية لن تنقطع لطالما أن البشر يعيشون على هذه الأرض. الكتاب الأقدس هو أهم الكتب المقدسة في البهائية وهو باللّغة العربية ويشتمل على الحدود والأحكام والنّصائح الأخلاقيّة والروحانية. وتنتشر البهائية في أكثر من 183 دولة في أنحاء العالم، ويبلغ عدد البهائيين أكثر من خمسة ملايين شخص، النسبة الأكبر في الهند.
ويعتبر البهائيين هم أصحاب الدين الثالث في الأردن إلى جانب المسلمين والمسيحيين، على الرغم من عدم تسجيله كدين رسمي من الأديان الموجودة في الأردن. وعلى الرغم من أن الأردن يضم عدداً لا يستهان به من الدروز، لكنهم مسجلين في الاوراق الرسمية كمسلمين، في حين أن البهائيين لا تضع ديانتهم في بطاقتهم الشخصية، بل تترك خانة الدين فارغة، مما قد يتركهم عرضة للتمييز.
وفي حين تنص المادة 14 من الدستور على أن الدولة احترام “حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد طبقاً للعادات المرعية في المملكة ما لم تكن مخلة بالنظام العام أو منافية للآداب،” ويشير الفصل الثاني من الدستور الأردني في مادته السادسة على أن “الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين” إلى أن البهائيين يعانون من بعض المشاكل في الحصول على حقهم بالمواطنة الكاملة.
تعتبر البهائيات الأجنبيات المتزوجات من أردنيين هن النساء الوحيدات الغير قادرات على الحصول على جنسية الزوج بعكس جميع النساء
عدم إعتماد البهائية كدين معترف به حكومياً في الأردن ينتج عنه من إعاقة بعض المعاملات المدنية هو الإشكالية التي تواجه البهائيين هناك. في المعاملات الشخصية من زواج وطلاق وميراث يخضع البهائيين لقانون الأحوال الشخصية المستمد من الشريعة الإسلامية، مع أن لديهم أحكام خاصة بهم حيث يؤمنون بمبدأ المساواة في الحقوق بين البشر بما في ذلك المساواة بين الرجل والمرأة. فمثلاً، فيما يتعلق بالزواج، لا يتم الاعتراف بعقد زواج الديانة البهائية في الأردن بل يتم إصدار دفتر عائلة للزوجين وتسجيل الأبناء فيه، دون الحصول على عقد زواج رسمي، وهذا يعني أن البهائيين الأردنيين لا يستطيعون منح زوجاتهم الأجنبيات الجنسية الأردنية. ولهذا تعتبر البهائيات الأجنبيات المتزوجات من أردنيين هن النساء الوحيدات الغير قادرات على الحصول على جنسية الزوج بعكس جميع النساء. فبحسب القانون الأردني، تحصل الزوجة العربية المتزوجة من أردني على الجنسية الأردنية بعد ثلاث سنوات من الزواج، في حين تحصل الأجنبية على الجنسية بعد خمس سنوات.
زارين، 27 عاماً، هي إمرأة بهائية مصرية تزوجت من رجل أردني قبل سبع سنوات، ورغم أنها ولدت في الأردن وأطفالها أردنيين، إلا أنها لا زالت حتى هذه اللحظة لا تستطيع الحصول على الجنسية الأردنية ذلك لأن عقد زواجها البهائي هو عقد غير معترف به في المملكة. يتسبب حرمان زارين من هذا الحق في أن يمنعها من أن تمارس مهنة المحاماة بصفتها شخص أجنبي: “كل شيء يشعرني بالإنتماء إلى هذه البلد التي أحب، لكن عدم حصولي على الجنسية الأردنية حتى الآن يحبطني ويعيق حياتي.”
لا يوجد طبقة رجال الدين في الديانة البهائية التي لا تقر بوجود وساطة بين العبد وربه
الأمور كانت أسهل بالنسبة لأنس، 33 عاماً، أحد الحاضرين في جلسة الدعاء، والذي ولد لأم بهائية أردنية ذات أصول إيرانية، في حين أن والده الفلسطيني الأصل مسلما، ولكن أنس اعتنق البهائية بعد القراءة عنها. وعلى الرغم من أن البهائية دين لا يورّث، لكن أنس اختار أيضا البهائية كالدين. لا يعتبر زواج البهائيين من غيرهم قرار سهل في معظم الدول العربية، وخاصة تلك التي لا تعترف بالبهائية كدين رسمي. ولكن أنس، والذي تزوّج قبل أقل من شهر، تعرّف إلى زوجته الأمريكية خلال إحدى جلسات الدعاء في منزله، وفوجئ بأنها كانت بهائية أيضاً، فقررا الزواج بعد أشهر قليلة من اللقاء. “لا أمانع الزواج من شخص يختلف دينياً عني، حيث يقول الكتاب البهائي الأقدس (عاشروا مع الأديان بالروح والريحان) لكن الموضوع مُعقد على الصعيد المدني، فلا تستطيع المسلمة أو المسيحية بحسب القوانين الدينية أن تتزوج ممن يخالفها في الدين. أعتقد أنني كنت محظوظاً أنني إلتقيت زوجتي واستطعنا الزواج بأقل الصعوبات الممكنة.”
ويقوم البهائين بالصلاة بشكل فردي، ولا يوجد مفهوم للصلاة الجماعية في الدين البهائي. ومع ذلك، فهم لا يملكون أي دورعبادة في الأردن، بل إن دور العبادة هي قليلة في العالم أهمها مقام البهاء في فلسطين. ولا يوجد طبقة رجال الدين في الديانة البهائية التي لا تقر بوجود وساطة بين العبد وربه. لا يعرف الكثير في العالم العربي عن وجود بهائيين بينهم، وكذلك هو الحال في الأردن، ولكن دوائرهم الصغيرة تعرفهم جيداً. أنس يقول أنه لا يدخّر أي مجهود في أن يخبر من حوله أن ديانته مختلفة. “أحاول تمرير هذه المعلومة بشكل ذكي، أسعد بمن يسألني ويناقش ويتعرف على ديانتي، هذا شيء مهم بالنسبة لي.”
قام محافظ عمّان في عام 2018 بمنع فعالية للبهائيين للاحتفال بالمئوية الثانية لمولد حضرة بهاء الله، وذلك بذريعة الخوف على حياتهم
على الرغم من أن البهائيين الذين التقيناهم أكدوا أنهم لا يعانون أي من التمييز العنصري على المستوى الاجتماعي، ولكن لا يزال هناك نظرة سلبية لهم نتيجة لتداول معلومات غير دقيقة عن البهائيين الذين يتواجدون في عدد من البلدان العربية كالمغرب ومصر وفلسطين والكويت والعراق واليمن وغيرها، حيث يتم زجهم تكفيرهم حيناً وإدخالهم في الصراعات السياسية والدينية حيناً آخر. أنس يقول أنه درس التربية الدينية الإسلامية في المدرسة بينما كان طفلاً، لكنه كان يعي جيداً حقيقة اختلافه. يضيف أنس أنه عانى من بعض التمييز بينما كان طفلاً، لأن المحيطين به من أطفال جيله لم يكونوا يعرفون أي شيء عن البهائية، ولم يكن هو يملك القدرة على التعبير عن نفسه وعن اختلافه الديني: “ولكن عندما كبرت أصبحت لدي الموهبة للحديث والتعبير بكل ثقة عن اختلافي، وأقول أن هناك جو إيجابي، حيث أن الآخرين يسمعون ويحترمون ويناقشون.”
ولا يعتبر البهائيين أنفسهم مجموعة خاصة بل هم ينتمون بشكل أساسي للبلاد التي يعيشون فيها. تقول تهاني والتي تنتمي للجيل البهائي الخامس في الأردن أنها ولدت في الأردن ولا تعتبر نفسها إلا مواطنة أردنية بهائية. وسام حسين، 40 عاماً، إمرأة بهائية عراقيّة تزوجت من رجل بهائي أردني وانتقلت للعيش معه في الأردن قبل أكثر من عشر سنوات. تقول وسام أنها تشعر بجو كبير من التسامح والتقبل للبهائيين في الأردن مقارنة بالعراق: “لم يكن الحال هكذا قبل عدة سنوات في العراق، لم يكن باستطاعتنا التعبير عن ديانتنا بالشكل الذي نريد، كنا ممنوعين من إقتناء حتى كتبنا المقدسة.” و لكن حسين تقول أنها تشعر بالراحة الآن لوجود حرية معتقد في المملكة.
وعلى الرغم من انفتاح الأردن والأردنيين على المختلف، لكن قام محافظ عمّان في عام 2018 بمنع فعالية للبهائيين للاحتفال بالمئوية الثانية لمولد حضرة بهاء الله، وذلك بذريعة الخوف على حياتهم. في حين أن هذا القرار لاقى رفض من يقول أن حق الشعائر الدينية يجب أن يكون مكفول لأي شخص بغض النظر عن معتقده.
تقول المتحدثة بإسم الجماعة تهاني روحي، أن الوعي المجتمعي من أجل تقبل المختلف هو مسئولية جماعية، مسئولية الأفراد، الإعلام، الخطاب الديني، والتعليم. كل هذا يساهم في الانفتاح على الآخر وتنهي حديثها بالقول: “لا بد من الإختلاف، لأن هذا ما يزيد من جمال المجتمع. ولكن في الوطن العربي هناك إقصاء مختلف وخاصة للأقليات، لهذا واجبنا جميعاً أن نخلق معاً مجتمعاً متفاهماً ومتسامحاً.”
توصل قادة دول مجموعة العشرين في الأرجنتين اليوم إلى حد أدنى من التوافق بشأن الاقتصاد العالمي، الا أن خلافاتهم تجلت بوضوح في البيان الختامي الذي خلا عمليا من أي وعود ملموسة.
ولعل من أبرز النقاط الرئيسية للبيان الصادر عن مجموعة العشرين والتي تمثل ثلثي اقتصاد العالم تقريبا، في ختام قمة استمرت يومين في العاصمة الأرجنتينية، هو الالتزام بقمة باريس والذي تعهد قادة الدول نفسها ما عدا أمريكا، بالتنفيذ الكامل لهذا الاتفاق الذي قالوا إنه “لا عودة عنه”. كما وعدت المجموعة بأنها ستراجع في القمة المقبلة في اليابان ما تم احرازه في مجال تحسين عمل منظمة التجارة العالمية. وأخيرا أكد القادة في بيونس آيرس على التزامهم بمكافحة الفساد وتطهير المؤسسات الحكومية منه بحلول 2021.
كلمات فضفاضة، ووعود باهته لم ترقى حتى الى التزامات جادة، وسيعاود القادة الى الاجتماع مجددا ولكن في طوكيو في العام القادم كما اجتمعوا في باريس في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
أسئلة صعبة ومتشابكة تظهر علاقة المناخ العابر للقارات والذي لا يعرف الحدود، لها علاقة وطيدة بالعدالة والإنصاف والمسؤولية والالتزام. وبينما لا تزال المجتمعات المحلية وصانعو السياسات في مختلف أنحاء العالم حائرة عن وجود حلول لهذه الأسئلة، ومدى جدية هذه الوعود والالتزامات التي ستتحقق في القريب العاجل!!
اذن، هي فرصة لاتخاذ الخطوة التالية في عملية الانتقال من حالة تصبح فيها الدولة هي النواة المركزية إلى أخرى تتأصل جذورها في الوحدة التي تربطنا كمواطني عالم واحد. وهنا تتضح الحاجة إلى اتباع نهج جديد يركز على مبادئ العدالة والإنصاف لمواجهة الآثار المدمرة للتغير المناخي، التي تفاقمت بسبب الانانية. واليوم وعلى قناة فرانس 24 علق د. حبيب معلوف- الاستاذ في الجامعة اللبنانية عن هذه القمة، بأنه يتوجب علينا التفكير بعقلية المواطنة العالمية وتوسيع دائرة الاخلاق للخروج من أزمة المناخ.
فالتحدي الماثل امامنا هو ليس تحدياً تقنياً فحسب بل أخلاقياً أيضاً، والذي يتطلب منا جميعا سكان الكرة الأرضية قاطبة تحولاً في الأفكار والسلوكيات يؤدي بهيكلنا الاقتصادي والاجتماعي لتوسيع نطاق فوائد التطور على الناس كافة، وان ننظر بمنظور ان الجسم البشري هو واحد ويحتوي على مليارات الخلايا، فان تداعى اي عضو من هذا الجسم ، على الخلايا العضوية مساعدته ليبقى سليما، والا فإن الانانية والانغلاق ستؤدي الى بتر هذا العضو من الجسم. فخلايا الجسم البشري عددها لامتناهي في الشكل والوظيفة، بيد أنها متحدة في الهدف المشترك الذي يسمو فوق الغرض الذي صنعت من أجله أجزاؤه المركبة.
مؤتمر المناخ ليس مجرد اجتماع سنوي روتيني ينتهي بصورة جماعية لا تخفي بهتان الابتسامات التي جاهد الروساء في رسمها، بل هو مكان للالتقاء والتشاور الحبي؛ يسعى إلى إعادة صياغة التفاعل البشري الغير عادل، لتحل محلها أنماط أخرى تعكس الروابط والعلاقات التي تجمعنا كأعضاء جنس بشري واحد. فلم نعد نحتمل قرارات وتوصيات هلامية ختامية وكلمات نظرية غير تطبيقية؛ فإن ما أردنا التقدم، علينا الإصرار بأن يتشارك الكل في المسؤوليات لهدف ازدهار جميع الشعوب، يجب على هذا المبدأ أن تتغلغل جذوره في وجدان المشاركين.
الإستجابة للتغير المناخي، تتطلب تغيرات عميقة على مستوى الفرد والمجتمع ودول العالم. فالتغير المناخي، يحتاج الى تضييق الفجوة ما بين الفقر المدقع والغنى الفاحش، والمساواة بين الجنسين، والتنمية والتي تسعى للإستفادة من الموارد البشرية والطبيعية بطريقة تسير لترقي وإزدهار الناس كافة، فهل سيتحقق ذلك في قمة اليابان؟
https://www.ammonnews.net/article/445197
أصاب العالم أجمع حالة من الصدمة جراء ما حدث من هجمات دامية على المصلين في مسجدين في بلد معروف عنه بالأمان والتسامح ويندر فيه العنف. ووصفته رئيسة وزراءه جاسيندا أرديرن، أن الهجوم يمثل واحدا من أحلك أيام نيوزيلندا. أما المحلل النيوزلندي في شؤون الدفاع فقد قال: ان هذا يثبت أننا لا نعيش في بيئة حميدة في هذا العصر، فلقد أصابنا فيروس التطرف وكان مصدره المؤمنون بتميز العرق الأبيض.”
فالتعصبات بكافة أشكالها سواء الدينية او العرقية أو غيرها، اذ تشكل حاجزا كبيرا امام تقدم البشرية، وهذا التعصب ينخر في هياكل المجتمع، واحيانا يتم التلاعب به بحيث يفرض على اللاوعي عند الافراد بطريقة ممنهجة. بل يتم استغلاله اعلاميا وللأسف دينيا باستخدام اساليب تضلل الحقائق وتروج لأجندات لجماعات معينة.
ولهذا فان الانسان الواعي وفي رحلته المستمرة للبحث عن الحقيقة، عليه أن يشاهد الأشياء بعينه لا بعيون الآخرين، فالتحري المستقل عن الحقيقة سيؤهلنا لتمييز الحقيقة من الزيف والتي شأنها ان تمحو التعصبات والخرافات التي تعرقل سير الوحدة والاتحاد. كما علينا أن نتعلم سويا، كيف يمكن اضغاف جذوة التعصب والقضاء عليها في النهاية، وكيف نتسامى فوق الحواجز التقليدية التي تفرق بين الناس في المجتمع، وتزيد التوتر بين الشعوب التي تنتمي الى خلفيات دينية مختلفة. ولطالما كان الجهل هو الباعث الاساسي والمحرك للتعصب، بل هو ” ابشع أشكال الظلم” لانه يقوي الاسوار العتيدة للتعصب ويكون عائقا امام فتح جسور التواصل مع العالم البشري ككل ويزيد من خطر الانغلاق والتعفن الفكري.
وبما انه لدي بعض المساهمات المتواضعة، وربما يعتبرني البعض ناشطة ان جاز التعبير في حوارات الاديان على مدار أكثر من عقد مضى سواء على المستوى المحلي، والاعلامي، والوطني والدولي ، ومن خلال مشاهدات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث أساهم في النقاش على صفحات معنية بالحوار والتواصل والانفتاح على الاخر المختلف، إلا انها لم تكن كافية للتصدي للتحدي المتنامي لهذا التعصب والتطرف الديني. ولربما كانت هذه الحوارات معنية بالنخب المجتمعية وتحاكي دائما ذووي العقول المستنيرة . اسئلة كثيرة يجب أن توضع محط اهتمام ونقاش وعلة مختلف المستويات حتى ترتقي الى حوار وطني يتشاور فيه كافة مكونات واطياف المجتمع من قبيل: ما هو دور الدين في المجتمع ؟ اعادة تعريق التعايش الديني بكافة ابعاده، وما المقصد بحرية الدين والعقيدة؟ وكيف يمكن التغلب على التحدي الماضي امامننا في القضاء على التعصب الديني والعرقي؟
فإذن لا تزال هناك الحاجة الى المزيد والمزيد من الجهود الدؤوبة والمخلصة للتوجه الى كافة شرائح المجتمع وبمختلف أطيافه. فكل يوم يمر بنا يتفاقم الخطر من أن النيران المتصاعدة من التعصبات الدينية سوف يستعر لهيبها ليصل الى العالم أجمع، وهذا ما شهدناه وللأسف في هجمات مساجد نيوزلندا الدامية.
حوار الأديان على وسائل التواصل الاجتماعي الى أين ؟؟ بقلم تهاني روحي
Photo by Pixabay on Pexels.com