https://www.irfaasawtak.com/a/400824.html
عمان – راشد العساف:
احتفل البهائيون حول العالم، مؤخرا، بالذكرى المئوية الثانية لمولد بهاء الله، مؤسس الديانة البهائية في منتصف القرن التاسع عشر، والذي نُفي من إيران إلى العراق ثم تركيا ليستقر في عكا بفلسطين حيث توفي. لكن البهائيين في الأردن منعوا من إقامة احتفال بذكرى مولد بهاء الله من قبل السلطات المحلية، بحجة الخوف على حياتهم والسلم المجتمعي.
ولا تزال الذاكرة الحكومية الأردنية الحديثة تأخذ بعين الاعتبار أحداث عبدون – غرب جنوب العاصمة- عام 2012 حين قام محتجون بالاعتداء على حفل “هالوين” كان مقاما بأحد المقاهي هناك. وأثارت المسألة جدلا واسعا في المجتمع الأردني. وهذا ما دفع إلى التخوف من اعتداء مماثل على البهائيين، مع إن الموضوعين مختلفان بالكامل، فالأول له علاقة بثقافة غربية حديثة، فيما الثاني يتصل بمعتقد ديني يمتد إلى نحو قرن ونصف.
ويعتقد البهائيون أن بهاء الله نبي، وأن النبوة متواصلة ولا تتوقف. واتخذوا عكا قبلة لهم في الصلاة حيث دفن نبيهم هناك عام 1892، في حين تعتبر حيفا مقرا رئيسيا لقيادة البهائية في العالم.
الهوية الوطنية
وعلّق نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء الدكتور ممدوح العبادي على المنع، قائلا إن “الدولة الأردنية تتغاضى عن نشاطات الطائفة البهائية في الأردن ولا تحظر فعالياتهم إلا في الحالات التي ترى أنها قد تشكل خطرا على حياتهم”.
وأضاف العبادي في حديث لموقع (إرفع صوتك) أن الدولة الأردنية “تتعامل بحذر مع الطائفة البهائية التي ترفض أن تنطوي تحت الدين الإسلامي أو المسيحي ليتم التعامل معها بشكل رسمي، معللة بأنها ديانة مستقل”. ويعتقد العبادي أنّ “الهوية الوطنية لا يمكن أن تتأثر بأتباع ديانة أو طائفة، فهناك شعوب منتمية لأوطانها وهي لا تنتمي لأي دين”.
اقرأ ايضا:
بالفيديو: ماذا تعرفون عن البهائية؟
الحقوق المدنية
لكن الناشط الحقوقي وممثل منظمة “صحافيون من أجل حقوق الإنسان في الأردن”، محمد شما يؤكد أن “على الدولة الأردنية توفير الحقوق المدنية الكاملة للأردنيين مهما اختلفت انتماءاتهم الدينية”.
ويقول شما لموقع (إرفع صوتك) إنه “من حق أبناء الطائفة البهائية كأردنيين أن يمارسوا نشاطاتهم بكل حرية بما لا يضر الصالح العام، وبما لا يخل بالقوانين والأنظمة، في وقت كان الأردن (ستينيات القرن الماضي) يسجل الطائفة البهائية في الوثائق المدنية على غرار الطائفة الدرزية”.
ويشير إلى أن منع اقامة احتفالية الطائفة البهائية بذكرى المئوية الثانية على مولد بهاء الله، يؤثر سلبا على حالة الحريات في المملكة.
البهائيون في الأردن
تقول تهاني روحي، وهي من أتباع الديانة البهائية والناطقة باسم الطائفة في الأردن، إنها تنتمي للجيل الخامس القادم من إيران.
وتشير في حديث لموقع (إرفع صوتك) إلى أن عدد أتباع الدين البهائي في الأردن يصل إلى ألف شخص، “وهم يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية دون أن يشعروا بضغوط تمارس ضدهم من قبل المجتمع أو الدولة”.
وتعتبر روحي أن البهائيين في الأردن “يدينون بالانتماء والولاء للأردن وقيادته، كونهم من مكونات البلاد الأساسية”.
وتشرح أن البهائيين سكنوا الأردن منذ نحو قرن ونصف القرن في قرية العدسية بمنطقة الأغوار الأردنية، وتوزعوا لاحقا في مناطق السلط وعمان وإربد ومحافظات الجنوب، في حين أن الديانة البهائية تملي على أتباعها إطاعة ولي الأمر في البلدان التي سكنوها.